الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

الشعوذة..فالمغرب اوروبا وافريقيا



أكيد بزاف منكم سمعوا صحابهم كيقولو قراو شمس المعارف وخرجوا ليهم الجنون باش يقتلوهم ولا جاوهم كوابيس و شي اصوات فشكل...
كل مجتمع كلقاو فيه السحرة والمشعوذين  و كتب كتنشر هاد العلوم، حتا من المجتمعات المتقدمة فيها هاد الافكار ولو بنسبة أقل على المجتمعات المتخلفة. ولكن لي كنلاحظو شخصيا هو انه علوم السحر مكتخرجش على سياق الثقافة الشعبية لمجتمع معين، مزال غنهدر هنا على المجتمع المغربي غندير مقارنة بسيطة وسطحية  بين الحالة ديالنا فالمغرب  و ماما افريكا و اوروبا.

نهدرو شوية على الكتب، الى جينا نشوفو فالمغرب والمنطقة العربية عامة غنلقاوها كتب عامرة بشي حوايج معندها حتا معنى وشي اسماء لي أكيد من نسج الخيال ديال الكاتب ديالها بحال شمس المعارف الكبرى وهلم جرا...  كل مؤلف كينطلق من الخيال ديالو باش يقاد خلطة معينة من الطلاسم والعقد والرموز والاشارات واسماء ديال الجن والشياطين والخدام وحتا الوصفات ديال تفريق الازواج والاحباب ولا ايذاء الاخرين وكيزيدو شي مقادير بحال الشعر والجلد والكتابة بالدم والنجاسة وغيرها من الاشياء لي كياخدها المؤلف من الاساطير الشعبية باش يحطك فجو كيخليك تحس انك اقتحمتي عالم مخيف ومرعب وماشي متاح لكلشي. عند الغرب لي هاد المجال تأثر بزاف بعصر النهضة والتنوير وخدا طريق مختلف على داكشي الكلاسيكي لي كان متعارف عليه عندهم قبل القرن 18 والكتب لي عندهم كلها عامرة وصفات كيتم التحضير ديالها بالاعشاب  مع شي تعاويذ كتكون بلغة ممفهوماش باش تزيد ديك الهيبة والخوف. اما فافريقيا  السحر ماشي مدون فالكتب وانما متناقل شفهيا كموروث شعبي عبر الاجيال ، مثلا فرقصات خاصة و "الحكمة او البركة" لي السر ديالها كينتقل من الاب للابن، و عن طريق طقوس "كتوصل فبعض المناطق لتقديم القرابين والجثث".



ولي بغيت نوصل ليكم هو كفاش علوم السحر غتكون عندها علاقة بالجن والارواح والعوالم الخفية لي كتآمن يقينا كيفما جا فالقرءان  ان الجن كيملك سرعات هائلة بمعنى من الطبيعي انه لي كيملك فيديه هاد السرعات الهائلة يكون العالم ديالو متسع وماشي محصور فمحيط صغير لايتجاوز مدينة او منطقة جغرافية محدودة.
الابجديات ديال هاد العالم "السحر" وتطبيقه كيختلف من بلاصة لبلاصة  مثلا السحر فالمغرب غلقاو الطلاسم الحجابات والعقد والبخور وشي انواع ديال الاشجار واهانة المصحف  جزء اساسي  من مبادئ تسخير الجان. فالغرب غنلقاو الاتصال بأرواح الموتى والتخاطر والتواصل العقلي هو الوسيلة باش تدخل لعالم السحر وتتعاون مع الموتى، يعني هم معندهمش الجن كما كنعرفهم حنا وانما ارواح ديال ناس عاديين وماتوا. ماما افريكا كيتواصلوا مع ارواح الحيوانات وكينقشوا  التماثيل من الخشب. التماثيل والحيوانات كتكون هي القنطرة ولا المعبر  للتواصل مع الارواح ومدخل لعلوم السحر عامة.




هاد المبادئ لي ذكرت كيرافقوها وصفات مكملة بحال فالمغرب كيخدموا بايات قرانية باش كيزيدوها للعقد والطلاسم ... و الغرب عندهم التلاوات والتعاويذ من الكتاب المقدس وكيحرفوا بعض النصوص على حسب القوة ديال التعويذة كما كنشوفو فبعض الافلام بحال هاري بوتر. وافريقيا عندهم رقصات واغاني خاصة بالطقوس السحرية، وكلها مكتخرجش على اطار الثقافة الشعبية المحلية وغالبا ما كترتبط بشحاجة مقدسة  سوا دينيا كيفما الكتب المقدسة سوا شيئ اخر  بحال بعض التماثيل ولا انواع من الأحجار الكريمة حتا هي


لي مهتمين شوية بهاد المجال غيكونوا سمعوا ب ادمون دوتي هدا باحث فرنسي دوز 20سنة بين المغرب والجزائر، وفديك المدة حاول يدرس السحر والشعودة كظاهرة، وفلخر لقا بلي السحر ماهو الا نوع من التعبير على الحاجة ديال المجتمع ووسيلة من وسائل الدفاع والبقاء... مثلا ملي كيضرب الزلزال و لا شي كارثة طبيعية خارجة على نطاق سيطرتهم، السكان مكيلقاو حتا طريقة وسيلة للدفاع الا اختراع طقوس كبديل بسبب ضيق المعرفة والجهل بطبيعة المشكل، وملي كيزول المشكل الناس غيعتقدوا بلي ديك الطقوس هي السبب وغتولي قناعة عندهم  بالفاعلية ديالها ومع مرور الزمن وتعاقب الاجيال غتولي من العادات والتقاليد... 

باش نفهموا الوضع مزيان  غنعاود ليكم قصة باختصار باش منطولش مشهورة فالهند ولي وقعت تقريبا فالقرن 17 كتحكي على واحد الشخص لي ورث ارض على الاب ديالو ووسط الارض كاينة دار.. هاد الشخص كان كيحب السفر والتجوال ولكن خايف ملي يرجع يلقا خداو ليه الارض ديالو واستعمروها السكان هادشي لي خلاه يفكر ونسج قصص واساطير مرعبة على دارو والارض لي حداها حتا صدقوها الناس ومكنوش كيقدرو حتا يدوزو من تما بكثرة الخوف والاجيال لي جات من بعد ورثت هاد الخوف على انه حقيقة واي واحد قرب من ديك البلاصة غتشد فيه اللعنة، ودازو عشرات السنين على داك الحال... حتا لواحد نهار شي قافلة اجنبية كانت دايزة  وجلست فديك الارض ماكانت عارفة والو على قصة الدار وبعد اسبوع مشات بحالها بلا متوقع ليها حتا حاجة والناس استغربوا ودخلهم الشك ، فلخر صدق كلشي كدوب، مجرد وهم، هادشي لي وقع لينا حنا
مزال الكلام طويل فهاد الموضوع...، المهم هو انه بالتثقيف "الثقافة" والوعي غنقدرو نتجاوزو هاد المشكل بغض النظر على صحة هاد الافعال، و كنتمنى منبقاوش نشوفو ناس مزال كيتم النصب عليهم بهاد الطريقة بسبب الوهم لي ترسخ فينا وللأسف هادوك لي كيحسبوا راسهم رجال الدين كيزيدوا يزرعوا الرهبة والخوف وكيخليوا الناس يظنوا ان اي حاجة وقعت ليهم سحر وشعوذة وكيخليوهم يصارعوا الوهم بسبب ضيق المعرفة وماشي عن ادراك.
المزيد من "مقالات بالدارجة"




Popular Posts

كان هنا :