الخميس، 16 نوفمبر 2017

عدت للتدوين والعود أجمل..

شوق أعادني لنقاء الأبيض وحبر أزرق..  لعله الشوق لأصوات تتعالى داخلي حتى أضحت هلوسات يومية: أن متى سنخرج ونجلس على الورق؟! أصوات قفلت عليها أبوابا من الإهمال..عبثا عبث! لم أفلح في منعها.. في زجرها عن محاولة فك القيود.. كيف سنتمكن من تجاهل كل تلك الحروف التي تجتاحنا كل لحظة آملة أن تُكتب؟ وإلى متى سنتمكن من الهروب منها؟!

في لحظة ننوي الرحيل، ننوي الهروب من أي شيء، من كل شيء، أو حتى من اللاشيء... نظن أن السماء هناك ستمطر سعادة وراحة، وأن الباعة في الطرقات سيهدوننا الحب والأمان.. ونحن نحزم حقائبنا للرحيل، نحاول أن نخبّئ فيها عطر ذكريات ماضينا.. صور ولحظات الفرح.. نتعمد شحن أرواحنا بخيباتنا علنا نبرر يوما هروبنا... هكذا نحن، نرغب دوما بالهرب.. وما أن تسمح لنا الفرصة.. نركض مسرعين حاملين معنا كل ما هربنا منه...

ونحن في منتصف الرحيل يسألنا أحدهم: ماذا تفعلون هنا؟ ما هي وجهتكم؟ نبحث مطولاً عن الإجابة، لا لنشبع فضول عابر يسأل... بل لنجيب أنفسنا على السؤال الأصعب مما هربنا؟ وما الذي ينتظرنا؟ هل كنا نعرف كم كأس حزن سنشرب! وكم من الغربة سنعاني!! هل هربنا من وجع لنهبط في مدينة الأوجاع؟! كيف نهرب من حضن مدينة امتلأت شوارعها بأوجاعنا وننتظر أن تأخذنا المدينة الجديدة في أحضانها!! كيف ذلك؟!

كلمات ضائعة.. مشتتة.. تتساقط كآخر أوراق نوفمبر... هشة، تتطاير كلما نفخ الهواء فيها، فترحل إلى المجهول حيث اللاإنتماء... لم أستطع مقاومة لمعان لوحة المفاتيح على حاسوبي القديم وهي تجرني لطاولتي الجديدة وكرسيي الأحمر الجديد.. لأكتب أولى أحلامي الجديدة من افران مدينتي الشقية وعصفورة قلبي.. ♥

Popular Posts

كان هنا :