السبت، 26 سبتمبر 2020

اعادة نشر : هواجس


في الحانة.. تجد الكثير من الحسناوات الجميلات، تغزلت بإحداهن.. ونظراتها الحقيرة تتطاير نحوي في هذا المكان المظلم والذي يخنقه الدخان، أعلم أن اخر أمنياتها أن تقع في الحب، تبحث عن فريسة تمضي معها الليلة وتملئ حقيبتها بالنقود، وربما.. يأتيها حظها بأبله باع غنمه في البادية وأبقاره، فتلتوي حول عنقه كأفعى الاناكوندا وتعيده الى زوجته بخفي حنين.. أشعر بالشفقة على هؤلاء، أرى الكثير منهم كل ليلة.. بمجرد أن تلتف حوله وتكشف له فخذيها العاريان ومؤخرتها المشبعة باللحم، ينتصب قضيبه ويبرز من خلال سرواله.. ثم وبشكل تلقائي يدخل يده في جيبه ويخرج رزمة من الزرقاوات ويضعها في حقيبة الفتاة، تمسك برأسه وتقحمه بين ثدييها... أقسم أنه يرتجف في تلك اللحظة وقد يكون بلل سرواله القطني. بعد بضعة كؤوس من الويسكي.. ينهض مترنحا ويقف وسط الحانة، يصرخ في وجهي " وتاا حيد عليا داك التخرميز ودير لينا حجيب ولا الميلودي" ياربااااه.. هل حقا ماأسمع!!! يصف ايمي بالتخرميز!! يريد أن أوقف ايمي ماكدونالد لأشغل حجيب.. ذاك الصوت الذي يزيل عنك تأثير كأسين من الجاك دانييلز ويثقب طبلة أذنك!!! دائما ما أفكر في التحدث مع المسيرة لكي لاتسمح بدخول مثل هؤلاء، لايجب السماح لهم بالدخول لمجرد أنهم يملكون المال، من يريد أن يرقص على أغاني حجيب فليذهب الى الحانات الرخيصة.. أمتثل لرغبته رغما عني ففي النهاية هو زبون، الكل يعبر عن انزعاجه من صوت حجيب الذي يدمي آذانهم.. ولكي أرضي جميع الأذواق شغلت رايموند البيضاوية واغنيتها يديرها الكاس، فعلا فقد فعلها الكأس وفعلتها نقود الأبقار والغنم، وفعلها الكبت...

الساعة الرقمية على الشاشة أمامي تشير الى الثالثة، حان وقت مغادرتي، الكل انسحب ليكمل ليلته في مكان آخر ولم يتبقى الا بعض الزبائن هنا وهناك. في زاوية من الكونطوار تجلس فتاة كان يومها صعبا، لم تنل ولو زبونا واحدا، لم يكلمها أي أحد مهم ماعدا المزلوطين الفارغة جيوبهم، وماشأنها هي بهم!! هي لاتبحث عن الجنس بل تريد نقودا، عندما ترغب في اشباع احتياجاتها الجنسية تتصل بصديقها الاسباني وتمضي معه ليلة صاخبة، أظنها تحبه... طلبت مني أن أسمح لها بمرافقتي وقضاء الليلة معي، فعلى الأرجح أنها لاتريد الذهاب لمنزلها و ازعاج اختيها، أوافق ونتجه الى المنزل... انها في قمة الثمالة، وفي قمة الاغراء.. احدق فيها، لاأحد يراقبنا... لكن ضميري يمنعني في التفكير بأي شيئ ويذكرني بأن شابا مثلي لايجوز له استغلال فتاة سكرانة، يقنعني أنه من الخطأ فعل ذلك في عصر المبادئ وحقوق المراة، لم تكن يوما علاقتي بالنساء علاقة الصياد بالفريسة، مبادئي تمنعني من ذلك، فأنا دائما أستحضر الودية والصداقة قبل الغريزة.. فتاة تنام على سريري ولا أستطيع الاقتراب منها، يقال أن الله يستطيع أن يغفر لك سيئاتك وذنوبك كلها الا أن تترك فتاة تنام لوحدها.. أتأمل جسدها، أتحسر.. فتاة كهذه لاتستحق أن تكون عاهرة، لكن.. للقدر رأي آخر. أقترب منها وأزيحها قليلا نحو الحائط، استلقي بجانبها وأنام...


Popular Posts

كان هنا :