الاثنين، 16 ديسمبر 2019

محاولات اخيرة

لو أن هذا المطر المنبعث من قصيدة، والقادم من أرض عشق بيضاء.. استطاع أن يكشف عن ملامح الخطى والوجوه.. ويختصر بكاء السنين بغيمة واحدة، لقلت جازما: إن المطر هو الكائن الوحيد القادر على احتواء كل الأشياء .
لكننا دوما نحتاج إلى وقفة.. وقفة لا تشبه غيرها ..
وقفة تفضح مشاعرنا، أو تزيح عنها أغلفة اللحظات السريعة الهاربة.
ونحتاج، كذلك.. إلى من يرسم لنا، على حائط القلب، طفلين ووعاء فارغا ..!!
وحدهم مجانين العشق يستطيعون تفسير هذا الهاجس...
ووحدي أستطيع أن أسأل : من أين تأتي كل هذه البروق ؟!
قد يبدو السؤال "دهشويا" بقوة وبليدا بقوة... لكن المطر يحاول أن يخلع على الصغار ثياب الاستفهام هذه، ويعيدهم إلى لحظة الظهور الأولى ...

أنا وأنت ..
مساحة أولى للدوران حول هذا المفهوم... أو حول مصابيح الفراشات التي لا تنصهر في الضوء.. يدا واحدة، وتصل إلى رف الجنون الجميل. يقتلها / يقتلنا الجبن.. فنتناول مشهدا ساخنا من الحلم ونظل نهذي ونهذي.. حتى يداهمنا آخر الأصدقاء. لندرك أن ليس للشمس وحدها، نرفع رؤوسنا... وليس للقمر وحده.. تبوح العاشقة بأسرارها...
نحن دائما نسير في اتجاه واحد... لا أدري، قد نكون عاشقين لهذا المستقيم الممتد كطريق أثري.. وقد لا نكون كذلك. لكن الحقيقة التي تصدمنا دائماً هي : إن كل إبداعات الحب دائرية، أو تكاد.. إلا أنها ليست مستقيمة على الإطلاق...
أنظر في كل الاتجاهات.. غيوم بيضاء، سوداء، وزرقاء أيضا.. تتكاثف حول أحلام الجميع، فيهطل المطر... يهطل المطر إلا هنا. (رغم تأكيد مذيعة النشرة الجوية أن الأمطار عامة هذه السنة وسنشهد ربيعا قادما يمكننا من القفز بأجسادنا صوب غزارة العشب والحب) ...

هذه هي صورة عشقنا ..
هكذا أراها في المرآة.. المرآة التي لم تكن، في أية حالة من حالاتها.. كهذه الشرفة المتسخة بغبار السيارات .
ففي اللحظة التي ننتظر فيها من الآخر أن يأتينا مليئا بالدهشة والحضور المتميز.. نقوم نحن ببناء علاقات وصور مختلفة نفقد فيها الوعي تارة، ونعود فيها إلى واقعنا تارة أخرى... ونتساءل : ما الذي يدفعنا إلى فعل مثل هذا الأمر ...؟!

Popular Posts

كان هنا :