الاثنين، 6 أبريل 2020

رواية ليل وقضبان لنجيب كيلاني

كل انسان يبلور مفهوم الحرية لديه حسب مكامن ضعفه، فالسجين يرى خارج السجن حريته، والمريض يرى في الشفاء حريته، والزوجة ولو امتلكت مال الدنيا فإن حريتها هاته تجدها في هنائها الجنسي والنفسي.. هذا ما حاول الكاتب البارع نجيب كيلاني إيصاله لنا من خلال روايته "ليل وقضبان"

هي رواية اجتماعية تبرز لنا مايعانيه السجناء من كافة أشكال التعذيب والذل والمهانة، وما يتخلل زنزانتهم المظلمة وحياتهم البائسة من خضوع وخنوع وإنكسار، خنوع وخوف يقابله طغيان وجبروت، جبروت السيد المدير العريض الطويل القامة صاحب الشنب المبروم، وقسوة السجانين، وحر الشمس ولهيبها، والعمل الشاق في تكسير الصخور...

تحكي الرواية قصة فارس ذاك السجين الذي ظل لمدة 10 سنوات في الذل والعذاب والمهانة والعمل الشاق، إلى أن جاء اليوم الذي دخل فيه بيت السيد المدير ك كهربائي حيث أعجبت السيدة عنايات هانم زوجة البك بشخصيته وهيئته، وكيف لا تعجب وهي التي ظلت سجينة في قصرها يقتصر دورها في عمل الممرضة، اذ ظلت طوال تلك السنين ترعى زوجها المريض الذي يعاني من آلام السكر والقلب والضعف الجنسي والوزن الزائد والشحوم، الشيء الذي جعلها تتخد من فارس خليلا يلبي غرائزها وشهواتها في غياب زوجها الذي كانت تمقته حيث ستستمر في طلب فارس لاصلاح الكهرباء إلى ان يتم كشفهما ليكون عقابهما اشد عقاب وعذابهما اشد عذاب.

عموما هي رواية رائعة كانت اول رواية أقرؤها لنجيب كيلاني اعجبت بسلاسة أسلوبه ودقة وصفه، انصحكم أصدقائي بقراءتها

Popular Posts

كان هنا :